ا
التنومة هي احدى القرى الأثرية التابعة لمحافظة الاسياح في منظقة القصيم والتي تحمل الطابع النجدي المعماري
والتي لاتزال صامدة م قرابة 230 سنة
بانتظار ان توضع على قائمة المناطق الاثرية السياحية
أهلها القدماء يطلقون عليها التنومة أو الديرة "التحتية"، هذه البلدة التاريخية تحتفظ بهويتها الحقيقية وطرازها المعماري النادر، ليس في القصيم فقط، وإنما في منطقة نجد، حيث تمثّل بمبانيها وأبراجها و(تخطيطها) وكل ما تحتويه من رواشن وبقايا أسوار؛ تمثل البلدة النجدية الحقيقية لما قبل 200 عام؛ حتى وهي تتآكل عاماً بعد عام، ونفقد داخلها كنوزا من التاريخ والقيم الأثرية والتراثية التي لا تقدر بثمن، ولا يمكن تعويضها من دون أي تحرك من جهات يناط بها مسؤولية رعاية وإعادة تأهيل مثل هذه المواقع؛ عدا بلدية الأسياح التي تحركت مؤخراً وخاطبت المُلاك عن طريق رئيس المركز، وتلقت بعده إجابة رسمية بالموافقة المطلقة على إعادة تأهيل القرية، والتصرف بها لما يخدم البلد، وكانت (التنومة القديمة)، إضافة إلى بلدة البرقاء إحدى خيارات مشروع قُدّم ونوقش بالمجلس البلدي مؤخراً تحت اسم (ترميم مواقع أو أحد المواقع التراثية بالأسياح).
مباني القرية وأبراجها وأسوارها لا تزال تمثل «البلدة النجدية» قبل 200 عام
خبراء الآثار
(التنومة القديمة) استقبلت هذا العام فريق من خبراء في علم الآثار؛ لإعداد دراسة للموقع ضمن مواقع تراثية مميزة بالمنطقة، وذلك تمهيداً لصدور كتاب ضمن سلسلة (قرى ظاهرة على طريق البخور)، ولم يخف بعض أعضاء الفريق دهشته (كيف لمن يملك مثل هذا الموقع النادر ويظل مهمشاً لا يعرف عنه شئ ولا يستغل؟).
وقال ل "الرياض" "د. فرج الله أحمد يوسف" - أحد أعضاء الفريق والمتخصص في علم الآثار - بعد اطلاعه على القرية، إن القرية الأثرية لا تزال قائمة بمنازلها وميادينها ودروبها وشوارعها، ويتوسطها مسجد تتقدمه خلوة من ناحية جدار القبلة، وتم ترميم المسجد لآخر مرة في سنة 1379ه؛ وفقًا لتاريخ لا زال مسجلاً في جدار القبلة، والمسجد وأغلب منازل القرية بحالة جيدة من حيث المباني والأسقف، وتحتوي على زخارف في غاية الروعة والإبداع، وهي في الغالب منفذة على جدران المجالس والغرف، وتشتمل على زخارف نباتية وهندسية وكتابات منفذة في الغالب بالجص الذي يتباين في تناغم فريد مع لون الجدران المطلية بطبقة من الملاط الطيني، كما يوجد في القرية أبواب وشبابيك مصنوعة من الخشب ومزخرفة بزخارف ملونة تعكس ما توصل إليه الفن الزخرفي في وسط الجزيرة العربية.
مدخل الجامع مهدم بالكامل وينتظر الترميم
والقرية بحاجة إلى ترميم وعناية ليتم المحافظة عليها بوصفها أحد المعالم السياحية والتراثية ليس في محافظة الأسياح فقط، بل ستكون إذا وجدت الاهتمام الذي يليق بها أحد معالم السياحة والتراث في منطقة القصيم والمملكة ويجب المسارعة بذلك قبل أن تختفي معالم القرية.
وعلمت "الرياض" من خلال مقابلة الأستاذ "صالح الزيد" - أحد أبناء التنومة - أن لجنة من الأهالي تقدمت بطلب إلى بلدية الأسياح من أجل ترميم القرية، وأرجو أن تضم إلى برنامج القرى التراثية الذي تشرف عليه الهيئة العامة للسياحة والآثار لتنال ما تستحق من رعاية واهتمام.
سور القرية ويبدو المدخل يتهاوى من دون ترميم
تجربة المذنب
التجربة الوحيدة في إعادة تأهيل القرى التراثية في منطقة القصيم كانت من خلال بلدية محافظة المذنب التي أعادت تأهيل وترميم سوق المجلس والديرة القديمة ونجحت بكل المقاييس، وحصل الموقع على جائزة المركز الأول للحفاظ على التراث العمراني في دورته الثانية، وجائزة أفضل موقع جذب سياحي بالمملكة الذي نظمته الهيئة العامة للسياحة والآثار، وتم اعتماده من ضمن القرى التراثية التي ترعاها الهيئة العامة للسياحة والآثار، ولقيت اهتماماً من صاحب السمو الملكي أمير المنطفة، وسمو نائبه، وتوجيه سموه بضرورة زيارة ضيوف المنطقة من سفراء ووزراء ومسؤولين وكبار شخصيات للموقع، حيث تشرفت باستقبالهم وفق ما ذكر ل "الرياض" الأستاذ "فهد البليهي" رئيس بلدية المذنب، الذي حدثنا بداية عن الكيفية التي تغلبوا بها على مشكلة الملكيات، والبليهي أيضاً يعرف قرية التنومة (الأم) من خلال عمله سابقاً كرئيس لبلدية محافظة الأسياح ويعرف القيمة التاريخية للبلدة، وقال:
"أغلب ملكيات الديرة القديمة وسوق المجلس بالمذنب عائمة وغير معروفة، وإن كانت محفوظة من خلال الرفع المساحي القديم للموقع، ولكن غالبية الأهالي يؤيدون إعادة البلدية للموقع بحالته السابقة حتى لو خسروا الملكية، فتعاون الأهالي والملاك مع البلدية مشرف جداً حتى إن البلدية أعلنت للمواطنين ضرورة التقدم بمستنداتهم فلم يتقدم إلاّ القليل، ويجري حالياً التنسيق مع وزارة المالية والهيئة العامة للسياحة والآثار على نزع ملكية الموقع كاملاً، وهذا ما سيتم خلال الأعوام القادمة بإذن الله".
بيوت القرية حافظت على الطابع النجدي في العمارة
وإضافة إلى أن بلدية المذنب تقدّم للعاملين في سوق المجلس كل التسهيلات، فهي قد سلمتهم محلات مجاناً، وتقدم كافة أعمال الصيانة والحراسة والضيافة ومساعدتهم مادياً بالمناسبات المتعددة التي تقوم فعالياتها بالسوق، مشيراً إلى أن البلدية وعلى المستوى الاجتماعي استغلت الموقع لجمع كبار السن في السوق القديم الذي صار يجمعهم بشكل يومي صباحاً ومساءً؛ فهو أشبه ما يكون بناد لكبار السن، وتتعهد البلدية بخدمتهم بشكل مستمر على مدار العام، إضافة إلى خدمة توصيل كبار السن إلى منازلهم لمن لا يستطيع الحضور.
أطلال الماضي لن تعود بالإهمال
إعادة ترميم القرية مسؤولية مشتركة بين البلدية وهيئة السياحة وإمارة المنطقة
أبراج الهيئة بقيت صامدة رغم قصف الغزاة
أحد مساكن القرية مفتوحاً امام المهتمين بالآثار
مباني القرية صامدة لأكثر من 230 عاماً
المصدر جريدة الرياض
Bookmarks